فجر غد الثورة يشرق من جديد

فجر غد الثورة يشرق من جديد

عندما تكون الفكرة متجذرة في الشعور والوجدان وأصلها ثابت وفرعها في السماء، فحتما سوف تؤتي أكلها ولو بعد حين، فقد تساعدك يد بطشك وأدوات استبدادك أن تقطع الفروع وتقتُل الثمار وتُخرّب التربة، لكن البذرة تظل كما هى تستمد بقاءها من ذاتها وتحمى نفسها بقوة طبيعتها، إلى أن يأتى يوم تُغرس في تربة صالحة، فتكبر وتنمو فيستظل الجميع بظلها ويأكلون من ثمارها.

قد عاد حزب غد الثورة المصري في حُلّة جديدة من الخارج، لكن بقلبه الثورى وحسه الوطني القديم لينطلق نحو غد ديمقراطي أفضل، يصنعه بأفكار وسواعد أبنائه المخلصين، ممن يؤمنون بحقوقهم السياسية، وأن الوطن إن لم يجد من يُبادر لإصلاحه وقطع يده العابثين بمقدراته ومستقبله السياسي، حينئذٍ تكون باطن الأرض خير لهم من ظاهرها.

نخب شبابية وفتيات ورائدات في العمل السياسي والاجتماعي، ومن ورائهم رموز سياسية كبيرة على رأسهم زعيم الحزب د.أيمن نور، ممن عركتهم الحياة السياسية في مصر فشربوا من منهل خبراتها، ما أوجب عليهم سِقاء غيرهم من الشباب سُلافة إبداعهم السياسي وعصارة خبراتهم البرلمانية والحقوقية، فكان حزب غد الثورة هو الحاضنة الكبرى لتلك المدرسة السياسية الجديدة، ليبدأ في إعادة بلورة أفكاره وضخ دماء التجديد في هيكله التنظيمي، بما يتناسب مع متطلبات المرحلة والتماهي مع المتغيرات الإقليمية الجديدة، ليرى العالم أن هناك حزبا مصريا معارضا ما زالت تنبض فيه روح العمل السياسي.

بدأ الحزب في تهيئة نفسه للانطلاق من الخارج لاستكمال مسيرته النضالية، بعد أن ضاقت به السُبل في الداخل المصري من أن يعمل وسط مناخ سياسي ديمقراطي متعدد الرؤي والتوجهات، ليوجّه رسالة قوية إلى كل دول العالم، أنه على الرغم من أن مصر تعيش في عصر الألفيات إلا أنها تعيش بالهيكل السياسي لعصر الظلمات والديكتاتورية في العصور الوسطي، فإن أسوأ ما قد يصيب دولة كبرى يحكمها نظام سلطوي هو غياب الأحزاب وانعدام المناقشات السياسية.

فما هى الحياة السياسية بدون أحزاب؟ وما قيمة الديمقراطية إن لم تُفرز تعددا وتنوعا؟وتكفل للجميع حق المشاركة السياسية وحرية التعبير عن الرأى؟ لذلك عاد حزب غد الثورة من جديد ليُضئ شمعة وسط ظلام سياسي حالك، ويبث الأمل في إمكانية عودة الحياة السياسية في مصر مرة أخرى، فلا شيء مستحيل طالما هناك أمل، ولا أمل إلا بالمبادرة وتغليب منطق العمل على منطق الكلام والتنظير فيما لا يُفيد، وإعطاء الشباب مجال حر يبدعون فيه بأريحية، فإذا كانت الرموز الكبيرة هى التى تُفكّر وتخطط وتدبر، فإن الشباب هم السواعد التى تبنى وتنفذ وتُعمّر.

وإلى كل المترصدين والمنتقدين هنا وهناك، قبل أن تبدأوا في صب جام نقدكم وغضبكم على ممارسة الحزب نشاطه من الخارج، اسألوا أنفسكم أولا ما هى الأسباب التى دفعته إلى ذلك، وما هى الأسباب التى دفعت كل مصري إلى مغادرة الوطن، وإلا فهل يستقيم الظل والعود أعوج؟ غَدِ الثورة هو غَدٌ لكل المصريين، وَحُلْمٌ اقترب تحقيقه.

tlsr_politica_-12