حزب غد الثورة: ما حدث في قناة السويس استهداف متعمد لإضعاف مكانة مصر دوليا

حزب غد الثورة: ما حدث في قناة السويس استهداف متعمد لإضعاف مكانة مصر دوليا

قال حزب غد الثورة المصري الليبرالي إن ما حدث في قناة السويس من جنوح إحدى السفن العملاقة وتوقف حركة الملاحة حتى الأن، يهدف إلى إضعاف قدرات مصر دوليا ودور قناة السويس كممر بحري عالمي فريد في جغرافيته، ومقوماته الإقتصادية، وأهميته الإستراتيجية كأحد أهم مقدرات مصر عبر تاريخها الحديث.

جاء ذلك في بيان للحزب اليوم الأحد، أوضح فيه أن استهداف مصر وإضعاف مكانتها بدأ منذ سيطرة عبد الفتاح السيسي بالسلطة في 2013 بعد أن تخلى عن مشروع تنمية محور قناة السويس الطموح الذي كان بمثابة نقلة نوعية لتطوير قدرات القناة وإستغلال أمثل لعبقرية موقعها الجغرافي في مجال النقل البحري وتبادل الحاويات وتقديم خدمات النقل البحري و كذلك التصنيع على رافدي القناة الشرقي والغربي من بورسعيد وحتى السويس.

وأضاف الحزب أن التخلي عن هذا المشروع والذي بدأ كهدية مجانية لمشاريع قائمة تنافسية لتظل قناة السويس مجرد ممر مائي دون تطوير يذكر في الإمكانيات أو تعظيم للقدرات هو جريمة بحق الأجيال القادمة، لافتا إلى أن السيسي قام بإخفاء معالمها بحفر تفريعة لها تحت مسمى قناة السويس الجديدة، على الرغم من أن هذه التفريعة تم حفر مثيلاتها تباعاً عبر عصور الحكم في مصر.

مشيرا إلى أن السيسي قام  في الثامن من إبريل 2016 بالتوقيع على إتفاقية تعيين الحدود البحرية بين مصر والسعودية وأصر على إنفاذها برغم الرفض الشعبي الواسع لها وأيضا أحكام القضاء التاريخية الصادرة من مجلس الدولة ببطلانها، وأوضح الحزب في بيانه أن تسليم الجزيرتين للسعودية يكون بذلك حقق السيسي حلم إسرائيل بتخلي مصر عن السيادة المطلقة على المضائق البحرية في مدخل خليج العقبة، ليصبح بذلك مضيق تيران ممراً بحرياً دوليا لا يخضع للسيطرة المصرية لتمنح اسرائيل فرصة إحياء كل مشاريعها الخاصة بإيصال البحر الأحمر -عبر خليج العقبة- بالبحر المتوسط ومنافسة وإضعاف دور قناة السويس، مثل حلمها التوسعي بإعادة تشغيل خط (إيلات-عسقلان) .

ونوّه الحزب إلى أنه مع بدايات عام 2021 أعلنت مصادر في إسرائيل أنها على وشك إعادة إحياء هذا المشروع إستثماراً لموجة التطبيع وبتمويل إماراتي ودعم خليجي مؤسف، مما سيساعدها على تحقيق التفوق المطلق في الإمساك بكل خيوط التحكم في حركة النفط، وتحولها إلى مركز إقليمي رئيسي لنقل النفط الإماراتي والسعودي إلى أوربا وأمريكا الشمالية .

وأضاف أن حادث جنوح السفينة “إيفير جيفين” ألقى بظلاله على كفاءة أداء مصر لدورها في التحكم في ممر بحري بهذه الأهمية الفائقة عالمياً، و لفت أنظار العالم مع توقف حركة الملاحة، وتناقل اخبار إرتفاع أسعار النفط، إلى البحث عن البدائل لنقل البضائع والنفط والغاز، مما يدفع الحزب للتساؤل عن أسباب وملابسات هذا الحادث لهذه السفينة العملاقة الحديثة للغاية والتي دخلت الخدمة في 2018.

وأكد الحزب في بيانه على ضرورة تحرك الأمة المصرية بكل عناصرها وإدراك مخاطر ما يحدث من إستهداف لقناة السويس والعمل بقوة على إفشال هذه المخططات الخبيثة المستترة، سيما وأنه يأتي بالتزامن مع استهداف أهم مقدرات مصر على الإطلاق (نهر النيل) بسبب اتفاقية المبادئ التى وقّع عليها السيسي في 2015، كما طالب البيان إجراء تحقيق شفاف وبنتائج معلنة عن الأسباب التى أدت إلى جنوح السفينة، وإعادة إحياء مشروع تطوير محور قناة السويس، كما يهيب بمؤسسات الدولة السيادية أن تعلن رفضها القاطع والحاسم لأي مشاريع بديلة لقناة السويس في المنطقة.