فلسطين تنتصر ونتنياهو يجر أذيال الهزيمة

فلسطين تنتصر ونتنياهو يجر أذيال الهزيمة

بقلم/ تامر المغازي 

عضو الهيئة العليا لحزب غد الثورةـ هولندا

انتصرت المقاومة الفلسطينية انتصاراً ساحقا على إسرائيل، هذه الحقيقة تأكدت بمجرد دخول وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، وهذه أبرز أسباب هزيمة المحتل الصهيوني وأبرز نتائج انتصار المقاومة. وكان لوقف إطلاق النار الذي اتفق عليه المحتل وفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع الابطال – وعلى رأسها حركة حماس قد دخل حيز التنفيذ في الثانية من فجر الجمعة الماضي.

وفي تلك اللحظة قامت مسيرات وتجمعات احتفالية في غزة ومدن الضفة المحتلة بانتصار المقاومة، وكذلك مشهد إسرائيلي داخلي يغلب عليه تبادل الاتهامات بشأن ما وصفوه بالهزيمة، و المشهد الإعلامي والسياسي للمتابع داخل إسرائيل يوضح ملامح الخسارة وتداعياتها، إذ شنت الصحافة والمراسلون والمحللون الإسرائيليون هجوماً حاداً على أداء الحكومة والجيش الإسرائيلي في حرب غزة، معتبرين أن المبادرة الإسرائيلية بوقف إطلاق النار من جانب واحد هي إقرار بالهزيمة أمام ابطال فلسطين التي سجلت في هذه الحرب أداء سياسياً وعسكرياً لافتاً، مقابل تراجع الحكومة الإسرائيلية.

واتهم Yair Lapid، زعيم حزب Yesh atid، حكومة نتنياهو بالفشل في هذه الحرب قائلاً: “ما الذي كانت الحكومة تحاول تحقيقه في الأيام الأحد عشر الأخيرة، الحكومة فشلت في كل المجالات الواقعة تحت مسؤوليتها، لا توجد كلمات بسيطة لوصف هذا الفشل، لقد قوَّى نتنياهو حماس وأضعف السلطة وفشل أيضاً في إعادة الجنود”. ومن جانبه، قال Ron Bin Yishai، الخبير العسكري الإسرائيلي إن “الأهداف الاستراتيجية للحرب على غزة لم تتحقق بعد، ورغم ضراوتها، لكنها لم تنجح بإقامة ردع ثابت وطويل الأمد للمنظمات المسلحة، التي باتت قيادتها قريبة من تزعم المنظومات السياسية والوطنية والدينية للفلسطينيين أينما كانوا، بما في ذلك عرب 48”.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن عضو الكنيست Elite Shaked قولها: “وقف غير مشروط لإطلاق النار؛ هذا أمر محرج”، كما أضافت شاكيد، العضو عن حزب “اليمين الجديد” المتطرف: “النصر يكون بإعادة الأولاد”، في إشارة إلى الأسرى الإسرائيليين بقطاع غزة. أما Gideon Sa’ar، عن حزب “أمل جديد” فقد قال: “الاتفاق عارٌ على دولة إسرائيل”، بحسب الصحيفة ذاتها، وعلق إيتمار بن غفير، النائب عن حزب “الصهيونية الدينية”، على الاتفاق قائلاً: “وقف إطلاق النار المُخزي استسلام خطير لإرهاب حماس”، بحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، كما قال: “هذه ليلة صعبة على دولة إسرائيل وعلى الردع الإسرائيلي”.

نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت تقريراً قالت فيه إن مجمل الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها إسرائيل نتيجة الحرب على غزة خلال 11 يوماً يقدر بنحو 7 مليارات شيكل، أي 2.14 مليار دولار، وفقاً لتقديرات أولية غير رسمية نقلتها عن مصدر مسؤول بوزارة المالية الإسرائيلية. لكن على الرغم من فداحة الخسائر الاقتصادية، يرى كثير من المراقبين أنها قد تأتي في ترتيب متأخر في قائمة الخسائر التي تكبدتها الدولة العبرية في هذه الحرب، بينما تأتي خسارة إسرائيل للتعاطف الشعبي وكثير من الدعم الرسمي في المنطقة والعالم، وبخاصة في واشنطن، على رأس تلك الخسائر وهو ما يمثل على الجانب الآخر أبرز نتائج الانتصار بالنسبة للمقاومة الفلسطينية. فهذه هي المرة الأولى التي يفشل فيها الاحتلال الإسرائيلي في كسب معركة “العقول والقلوب” عالمياً رغم الانحياز الصارخ لمنصات التواصل الاجتماعي وبخاصة فيسبوك لصالح إسرائيل وروايتها مقابل التضييق على المحتوى الفلسطيني، بحسب عديد من المنظمات والمؤسسات الدولية المتخصصة في الرقابة على منصات التواصل وكيفية عملها.

أما سياسياً، فبعد أن كانت الحكومة اليمينية بزعامة نتنياهو تحظى بعلاقات خاصة مع غالبية دول المنطقة والعالم، وجد نتنياهو نفسه محاصراً من الجميع- حتى أقرب حلفاء إسرائيل وهي الولايات المتحدة- مطالبين إياه بوقف الحرب على غزة منذ بدايتها يوم الإثنين 10 مايو/أيار، ولولا تدخل واشنطن أربع مرات خلال 12 يوماً هي مدة الحرب لصدر بيان من مجلس الأمن الدولي مطالباً بوقف الحرب فوراً، وهذا تحول واضح من حرب إسرائيل الأخيرة على القطاع عام 2014 والتي استمرت 50 يوماً وأسقطت أكثر من 2200 شهيد فلسطيني. هذا وقد أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مقتل 28 شخصًا بينهم 10 أطفال وامرأة و152 جريحًا في حصيلة حديثة للقصف الإسرائيلي على القطاع حتي ايقاف اطلاق النار، عاشت فلسطين وابطالها
المجد كل المجد للابطال ورحم الله الشهداء.